العلاج بأعوادِ السِّواك ( الأراك )
العلاج بأعوادِ السِّواك ( الأراك )
أخرج مسلمٌ بسنده عن عائشةَ - رضي الله عنها - قالت: قال رسولُ الله -
صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((عشْر من الفِطرة: قصُّ الشارب وإعْفاء اللحية، والسواك
واستنشاق الماء، وقصُّ الأظفار وغسل البراجم، ونتْف الإِبْط وحلق العانة، وانتقاص الماء،
قال زكرياء - راوي الحديث -: قال مصعب: ونسيتُ العاشرة إلاَّ أن تكون المضمضة))؛ أخرجه
مسلم في الطهارة (ح: 261)، والترمذيُّ في الأدب (ح: 2757)
وثبت في الصحيحين عنه - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّه قال: ((لولا أن
أشقَّ على أمَّتي لأمرتُهم بالسواك عندَ كل صلاة))؛ البخاري في الجمعة (ح: 887)، ومسلم
في الطهارة (ح: 252).
وفي صحيح البخاري تعليقًا عنه - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((السواك مطهرة
للفمِ مرضاةٌ للرب))؛ أخرجه البخاري في الصوم، والنسائي في الطهارة (ح: 5)، وغيرهما.
والأحاديث عن فضل السواك كثيرة؛ قال ابن القيم في "الزاد"
(4/293):
"وأصلح ما اتّخذ السواك مِن خشب الأراك ونحوه، ولا ينبغي أن يُؤخَذ
من شجرة مجهولة فربَّما كانت سمًّا، وينبغي القصد في استعماله، فإنْ بالغ فيه فربَّما
أذهب طلاوةَ الأسنان وصقالتَها وهيَّأها لقبول الأبخرة المتصاعِدة مِن المعدة والأوساخ،
ومتى استعمل باعتدال جلاَّ الأسنان وقوَّى العمود، وأطلق اللسان ومنع الحفر، وطيَّب
النكهة ونقَّى الدماغ، وشهى الطعام.
ثم قال:
وفي السواك عدَّة منافع: يُطيِّب الفم ويشدُّ اللثة، ويقطع البلغم ويجلو
البصر، ويذهب بالحفر ويصح المعدة، ويصفِّي الصوت ويُعين على هضم الطعام، ويسهل مجاري
الكلام، وينشط للقراءة والذِّكر والصلاة ويطرد النوم، ويُرْضي الربَّ، ويُعجب الملائكة،
ويكثر الحسنات.
ويُستحبُّ كلَّ وقت، ويتأكد عندَ الصلاة والوضوء، والانتباه من النوم،
وتغيير رائحة الفم، ويستحبُّ للمفطِر والصائم في كلِّ وقت؛ لعمومِ الأحاديث فيه ولحاجة
الصائم إليه، ولأنَّه مرضاة للرب ومرضاته مطلوبةٌ في الصوم أشد مِن طلبها في الفِطر،
ولأنه مطهرةٌ للفم والطهور للصائِم من أفضل أعماله". اهـ.
وقال صاحب كتاب "التداوي بالأعشاب"[1]: وقد أثبتت الأبحاثُ الطبية
أنَّ السواك المأخوذ مِن شجرة الأراك غنيٌّ بالمواد المطهِّرة والمنظِّفة، والقابضة
والمانعة للنزف الدَّموي والعفوي والقاتِلة للجراثيم، حيث يحتوي السواك على العفص
(TANNICACID)،
ولهذه المادة تأثيرٌ مضاد للتعفُّنات والإسهالات، كما يطهِّر اللثة والأسنان ويَشفي
جروحها الصغيرة ويَمْنع نزيف الدم منها.
أمَّا مادة (SINNGIRIN) فهي عبارةٌ عن جليكوزيد مكوَّنة من اتِّحاد زيت الخردل (أليك) مع سكَّر
العنب اليَمني، ويُمكن فصلها بواسطة الخميرة المسمَّاة (MGROSIN) إلى سكَّر العنب
وزَيت الخردت، وللأخير رائحة حادَّة وطعْم حرَّاق، وهو ما يُشعِر به الشخص الذي يُستعمل
السواك لأوَّل مرَّة، وهذه المادَّة تساعد على الفتك بالجراثيم.
ثم قال: وقد تمَّ صناعةُ معجون الأسنان مِن خلاصة السواك، ولو نظرنا للسواك
لوجدْناه كيميائيًّا يتكوَّن من ألياف السليلوز وبعض الزيوت الطيَّارة، ومن راتنج عطري
وأملاح معدنية، أهمها: كلوريد الصوديوم - ملح الطعام - وكلوريد البوتاسيوم، وأوسالات
الجير؛ ولذلك فالسواك فرشاةٌ طبيعيَّة زوّدت بأملاح معدنية وموادَّ عِطرية تُساعِد
على تنظيف الأسنان". اهـ.
المرجع
"التداوي بالأعشاب"؛ لعبداللطيف عاشور.
0 comments: